التسويق في عالم متغيّر: من تجربة العملاء إلى التجربة الإنسانية

blog-degisen-dunyada-pazarlama-03.jpg

يتغيّر العالم بسرعة؛ التغيّرات المناخيّة، والتطورات السياسيّة، والثورات التكنولوجيّة، والديناميكيات الاجتماعية تؤثر بعمق على طريقة عملنا واستراتيجياتنا. في قلب هذا التحوّل، يأتي تطوّر استراتيجيات التسويق. نلاحظ في العديد من القطاعات كيف تخترق استراتيجيات التسويق ديناميكيات العالم المتغير بسرعة. لذلك، في هذا المقال، سنستكشف أهميّة الانتقال من تجربة العميل إلى التجربة الإنسانية، والفرص التي يوفّرها هذا التغيير لشركاتنا وللقطاعات المختلفة. 
تجربة العملاء: نموذج قديم

اتبعت أساليب التسويق التقليدية نهجًا يركز على العميل وعلى بيع المنتجات أو الخدمات. كان الهدف الرئيسي لهذه الاستراتيجيات هو زيادة رضا العملاء وتلبية توقّعاتهم. ومع ذلك، لم يعد هذا النهج كافيًا في عصرنا الحاضر. لقد حان الوقت لخلق تجربة تركّز على الإنسان.

التجربة الإنسانيّة: نقلة نموذجية

لا تقتصر التجربة الإنسانيّة فقط على رضا العملاء. هذا المفهوم يعني تطوير نهج يركّز على الاحتياجات العاطفيّة والاجتماعيّة والنفسيّة للأفراد. إن رؤية العملاء ليس فقط بصفتهم مستهلكين، بل كأفراد، وإيلاء أهمية لروابطهم العاطفية، يُحدث ثورة في عالم التسويق. العلامات التجاريّة التي تضع التجربة الإنسانية في الأولوية، ستتمتع بميزة كبيرة في بناء قاعدة عملاء مخلصين. على سبيل المثال، نحن نُصمّم خدمات التأشيرات، من خلال مراعاة أحلام ومخاوف عملائنا المتعلقة بالسفر. مما يجعل خدماتنا مثالًا على استراتيجية تسويق تركز على التجربة الإنسانية.

الثورة التكنولوجية والتجربة الإنسانية

يُعد التطور التكنولوجي عاملاً مهماً لديه القدرة على تحويل استراتيجياتنا التسويقية.  تتيح الأدوات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأتمتة للعلامات التجارية فهم احتياجات الأفراد بشكل أفضل. على سبيل المثال، تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة لنا بتحليل أنواع الرحلات السابقة لتقديم توصيات سفر أفضل للعملاء، وخلق تجارب جديدة تساعدهم على بناء روابط عاطفية أعمق.لم يعد العملاء مجرد زبائن، بل أصبحوا شركاء عاطفيين للعلامات التجارية. إذْ أن قصصهم وأحلامهم أصبحت في قلب استراتيجياتنا التسويقية. 

التعاطف والتخصيص

أحد الركائز الأساسية للتجربة الإنسانية هو القدرة على التعاطف.  يرغب العملاء أن يشعروا بأن العلامات التجارية تفهمهم.  في هذا السياق، يلعب تطوير قدرات التعاطف للعلامات التجارية دورًا حاسمًا في إثراء التجربة الإنسانية.  التجارب المخصصة تجعل العملاء يشعرون بأنهم مميزون. على سبيل المثال، نقدم لعملائنا خدمات VIP خاصة في مكاتبنا، وقوائم طعام وشراب مُعدة وفقًا لذوقهم، كما نقوم بتنويع الخدمات حسب جدولهم اليومي (أوقات الذروة، العمل في عطلات نهاية الأسبوع، تسليم المستندات عبر البريد من المنزل)، وخدمات البصمات البيومترية المتنقلة في المنزل، بالإضافة إلى تقديم اقتراحات مخصصة بناءً على تفاعلاتهم السابقة، مما يخلق ارتباطًا قويًا. 

الروابط العاطفية والتجارب ذات المعنى

سيكون أحد أهم عناصر التسويق في المستقبل هو تعزيز الروابط العاطفية. العملاء لا يريدون فقط شراء منتجات أو خدمات من العلامات التجاريّة، بل يريدون أيضًا بناء روابط عاطفية معها. إن سرد القصص يمكّن العلامات التجارية من تشكيل التجربة الإنسانية بشكل فعال، بينما يُثري تجارب المستهلكين. إنّ مشاركة قصص الأفراد الذين حققّوا أحلامهم بالسّفر يساعدنا في بناء روابط عميقة مع علاماتنا التجارية.
مع كل هذه التّطورات التي ذكرناها، أصبح من الضروري إعطاء الأولويّة لاحتياجات المستهلكين المتغيّرة واتّخاذ إجراءات سريعة. في هذا المقال، تطرّقتُ إلى تغيير عالم المستهلك والتسويق. في المقال الثاني، سننظر إلى الإجراءات الأخرى التي يجب معالجتها.

لا تنسوا المتابعة!

سليم أرديتش

سليم أرديتش

مستشار مجلس الإدارة